نصائح

ما هو التهاب الغدد العرقية

ما هو التهاب الغدد العرقية  هو حالة صحية تؤثر على الغدد العرقية، وتسبب التهاباً شديداً في المناطق التي تحتوي على هذه الغدد مثل الإبطين، والأعضاء التناسلية، والفخذين. يُعتبر هذا المرض من الأمراض المزمنة التي تصيب الجلد وتؤدي إلى ظهور بثور مؤلمة أو تجمعات صديدية تحت الجلد. غالبًا ما يُعرف هذا المرض بـ “التهاب الغدد العرقية القيحي” أو “التهاب الغدد العرقية المزمن”.

أسباب التهاب الغدد العرقية

هو حالة جلدية مزمنة قد تنتج عن عدة عوامل تساهم في حدوث التهابات مؤلمة في الغدد العرقية. وعلى الرغم من أن السبب الدقيق للإصابة بالمرض غير معروف تمامًا، إلا أن هناك العديد من العوامل التي يعتقد أنها تسهم في تطور هذا المرض. فيما يلي أبرز الأسباب والعوامل المرتبطة به:

  1. الوراثة:

    • تعتبر الوراثة أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في الإصابة بالتهاب الغدد العرقية. إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بالمرض، فإن احتمالية الإصابة به تكون أعلى.

  2. التغيرات الهرمونية:

    • التغيرات الهرمونية التي تحدث في فترات معينة مثل البلوغ، الحمل، أو فترة ما قبل انقطاع الطمث، تلعب دورًا في تحفيز التهاب الغدد العرقية. فالتغيرات في مستويات الهرمونات مثل الأندروجينات (هرمونات الذكورة) قد تساهم في زيادة نشاط الغدد العرقية.

  3. انسداد الغدد العرقية:

    • يحدث التهاب الغدد العرقية عندما يحدث انسداد في قنوات الغدد العرقية. هذا الانسداد قد يحدث بسبب إفرازات دهنية أو خلايا جلدية ميتة، مما يؤدي إلى تكوين كتل وصديد تحت الجلد.

  4. الالتهابات البكتيرية:

    • البكتيريا تلعب دورًا في تفاقم التهاب الغدد العرقية. عندما تنغلق قنوات الغدد العرقية، يمكن للبكتيريا أن تتراكم داخلها، مما يؤدي إلى التورم والالتهاب في المنطقة المصابة.

  5. التدخين:

    • يُعتبر التدخين أحد العوامل المهمة التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الغدد العرقية. تشير الدراسات إلى أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة مقارنةً بغير المدخنين، حيث يؤدي التدخين إلى تدهور الدورة الدموية وزيادة التهيج في الجلد.

  6. السمنة:

    • الوزن الزائد يعد من العوامل التي قد تسهم في حدوث التهاب الغدد العرقية، حيث يؤدي الاحتكاك المستمر بين الجلد والجلد إلى زيادة التعرق وإغلاق الغدد العرقية. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد أن زيادة الدهون في الجسم تؤثر على مستوى الهرمونات وتزيد من خطر الإصابة.

  7. التعرق الزائد:

    • التعرق المفرط يمكن أن يؤدي إلى انسداد الغدد العرقية وبالتالي التسبب في الالتهابات. يمكن أن يحدث التعرق الزائد بسبب ارتفاع درجات الحرارة، النشاط البدني المكثف، أو حتى التوتر والقلق.

  8. اضطرابات المناعة الذاتية:

      • في بعض الحالات، يمكن أن تكون الالتهابات ناتجة عن خلل في الجهاز المناعي، حيث يبدأ الجسم في مهاجمة الأنسجة السليمة عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى الالتهاب المزمن في الغدد العرقية.

  9. التعرض للمهيجات الكيميائية:

      • المواد الكيميائية أو المستحضرات التجميلية التي تحتوي على مواد مهيجة قد تساهم في تهيج الجلد وبالتالي زيادة احتمالية التهاب الغدد العرقية.

أعراض التهاب الغدد العرقية

هو حالة مزمنة تؤثر على الجلد، ويتفاوت ظهور الأعراض من شخص لآخر. تبدأ الأعراض عادة في الظهور في مرحلة البلوغ، وتزداد مع مرور الوقت إذا لم تتم معالجة الحالة بشكل صحيح. تشمل الأعراض الرئيسية ما يلي:

  1. ظهور كتل أو بثور مؤلمة تحت الجلد:

    • من أبرز أعراض التهاب الغدد العرقية هو ظهور كتل أو بثور مؤلمة في مناطق الجلد التي تحتوي على غدد عرقية مثل الإبطين، الفخذين، أو الأعضاء التناسلية.

    • هذه الكتل تكون غالبًا تحت سطح الجلد ويمكن أن تكون صلبة أو مؤلمة عند الضغط عليها.

  2. الاحمرار والتورم:

    • المناطق المتأثرة قد تظهر عليها علامات احمرار وتورم بسبب الالتهاب، مما يسبب شعورًا بعدم الراحة.

    • الجلد قد يصبح حساسًا للغاية وقد يشعر المصاب بآلام عند لمس المنطقة.

  3. ظهور صديد أو إفرازات:

    • في بعض الحالات، قد يحدث تجمع للصديد داخل الكتل تحت الجلد. عندما تنفجر هذه الكتل أو تفتح، قد يخرج منها صديد ذو رائحة كريهة.

    • هذه الإفرازات قد تكون ملوثة بالبكتيريا وتسبب تفاقم الأعراض.

  4. تكوين ندوب:

    • بعد شفاء البثور أو الكتل، قد تترك المنطقة المصابة ندوبًا أو علامات دائمة على الجلد.

    • يمكن أن تكون هذه الندوب محيطية أو عميقة حسب شدة المرض ومدى تأثيره على الجلد.

  5. تكرار الإصابة:

    • يُلاحظ أن التهاب الغدد العرقية غالبًا ما يكون حالة مزمنة تتكرر بشكل مستمر. قد تختفي الأعراض لفترات معينة ثم تظهر مرة أخرى بعد مدة.

  6. الألم الشديد:

    • الألم هو أحد الأعراض الأكثر إزعاجًا، حيث يمكن أن يتراوح من شعور خفيف بعدم الراحة إلى ألم شديد خاصة عند الضغط على المناطق المصابة أو عند تحريك الأطراف.

  7. ظهور العديد من البثور والكتل في نفس الوقت:

    • في الحالات الشديدة، قد يتسبب المرض في ظهور العديد من الكتل في نفس الوقت، مما يزيد من حجم المنطقة المصابة ويؤدي إلى صعوبة في العلاج.

  8. العجز عن الحركة أو النشاط اليومي:

    • بسبب الألم الكبير الذي قد يصاحب التورم والكتل، قد يشعر المصاب بصعوبة في أداء الأنشطة اليومية مثل المشي أو الجلوس أو حتى القيام بأنشطة بدنية عادية.

تظهر أعراض التهاب الغدد العرقية بشكل تدريجي، حيث يبدأ المرض بالبثور أو الكتل المؤلمة تحت الجلد ويتطور مع مرور الوقت إلى حالات أكثر تعقيدًا تشمل التورم، والخراجات، والندوب الدائمة. إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، من المهم استشارة الطبيب لتشخيص الحالة والحصول على العلاج المناسب.

تشخيص التهاب الغدد العرقية 

يعتمد على مجموعة من العوامل، بما في ذلك التاريخ الطبي للمريض والفحص السريري. لا يوجد اختبار واحد محدد يمكنه تشخيص الحالة بشكل نهائي، ولكن يتم استخدام عدة طرق لتحديد ما إذا كانت الأعراض تتناسب مع التهاب الغدد العرقية. إليك كيف يتم التشخيص عادة:

1. التاريخ الطبي للمريض

يقوم الطبيب أولًا بجمع المعلومات حول التاريخ الطبي للمريض، بما في ذلك:

  • إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بالتهاب الغدد.
  • مدة الأعراض ومدى تكرارها.
  • نمط ظهور الأعراض (هل هي تقتصر على مناطق معينة من الجسم؟ هل هناك أعراض مصاحبة؟).

  • العوامل المحفزة المحتملة مثل التغيرات الهرمونية أو التدخين أو السمنة.

2. الفحص البدني

  • يقوم الطبيب بفحص المناطق المصابة بالجلد للتحقق من وجود كتل أو بثور تحت الجلد، والتي تعتبر من الأعراض الرئيسية للمرض.

  • قد يتم فحص الأعراض الخاصة بالتورم أو الإفرازات من الخراجات، أو الفحص لتحديد وجود علامات ندوب أو تندب قد تكون قد تكونت نتيجة للحالات السابقة.

3. التصنيف حسب شدة المرض (نظام Hurley)

في بعض الأحيان، يستخدم الأطباء تصنيف Hurley لتحديد شدة التهاب الغدد العرقية وتوجيه العلاج المناسب. يشمل هذا النظام:

    • المرحلة الأولى: ظهور كتل صغيرة تحت الجلد دون وجود تقرحات أو خراجات.

    • المرحلة الثانية: وجود تكتلات متعددة في نفس المنطقة مع تكون الخراجات، ولكن دون اتصال مباشر بين هذه الخراجات.

    • المرحلة الثالثة: وجود العديد من التكتلات المتصلة ببعضها البعض، مما يؤدي إلى تشكل القرح المفتوحة والندوب الكبيرة.

4. اختبارات إضافية (اختبارات مختبرية)

  • اختبارات الدم: في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات دم لاستبعاد أمراض أخرى قد تشبه التهاب الغدد العرقية، مثل اضطرابات المناعة الذاتية أو العدوى البكتيرية.

  • الخزعة الجلدية: في الحالات التي تكون فيها التشخيصات غير واضحة، قد يطلب الطبيب أخذ عينة من الجلد (خزعة) لفحص الأنسجة تحت المجهر والتأكد من وجود علامات الالتهاب.

5. استبعاد الأمراض الأخرى

  • نظرًا لأن أعراض التهاب الغدد العرقية قد تتشابه مع حالات أخرى مثل خراجات الجلد أو الأمراض الجلدية الأخرى (مثل حب الشباب أو التهابات الجلد الجرثومية)، فإن الطبيب يركز على استبعاد هذه الحالات. قد يتطلب الأمر فحوصات إضافية إذا كانت هناك شكوك حول التشخيص.

6. التصوير بالأشعة (في بعض الحالات)

  • في الحالات الشديدة أو المتقدمة، قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات تصويرية مثل الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية (CT) لاستكشاف حجم التكتلات أو الخراجات تحت الجلد وتحديد مدى تأثير المرض على الأنسجة العميقة.

يتضمن تشخيص التهاب الغدد العرقية تقييم الأعراض من خلال الفحص البدني والتاريخ الطبي، بالإضافة إلى تصنيف المرض حسب شدة الأعراض. في بعض الحالات، قد يتم استخدام اختبارات مخبرية أو تصويرية لتأكيد التشخيص واستبعاد الأمراض الأخرى. من المهم استشارة طبيب متخصص لتشخيص الحالة بشكل دقيق والحصول على العلاج المناسب.

علاج التهاب الغدد

يهدف إلى تخفيف الأعراض، تقليل التورم والالتهاب، ومنع حدوث المضاعفات مثل العدوى أو التندب. العلاج يعتمد على شدة المرض وطبيعة الأعراض. إليك بعض الخيارات العلاجية المتاحة:

1. العلاج الطبي

  • المضادات الحيوية:

    • إذا كان التهاب الغدد العرقية مصحوبًا بعدوى بكتيرية، يمكن للطبيب أن يصف مضادات حيوية. هذه الأدوية قد تكون على شكل كريمات أو مراهم موضعية، أو قد يتم وصف مضادات حيوية فموية في حالات أكثر خطورة.

  • الأدوية المضادة للالتهابات:

    • يمكن استخدام أدوية مضادة للالتهابات مثل الكورتيكوستيرويدات (الكورتيزون) لتقليل الالتهاب والألم. يمكن أن تكون هذه الأدوية في شكل كريمات موضعية أو أقراص تؤخذ فمويًا.

  • الأدوية البيولوجية:

    • في الحالات الشديدة، قد يوصي الأطباء باستخدام أدوية بيولوجية مثل “أداليموماب” (Humira)، وهي أدوية موجهة تعمل على تعديل استجابة جهاز المناعة وتقلل من الالتهابات.

2. العلاج الجراحي

  • استئصال الكتل:

    • في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي أو إذا كانت الكتل كبيرة جدًا، قد يتم اللجوء إلى الجراحة لإزالة الكتل أو الغدد العرقية المصابة. هذا يساعد في تخفيف الألم وتحسين مظهر الجلد.

  • إزالة الأنسجة التالفة:

    • في بعض الحالات، يمكن أن يحتاج المريض إلى إجراء عملية جراحية لإزالة الأنسجة التالفة أو الجلد المتندب.

3. العلاج بالليزر

  • العلاج بالليزر:

    • يستخدم الليزر لعلاج التهاب الغدد العرقية في الحالات المتقدمة. يعمل الليزر على تقليص الأنسجة التالفة وتقليل التورم.

  • يمكن أن يُستخدم الليزر أيضًا للمساعدة في تحسين مظهر الجلد بعد إزالة الكتل أو عند إزالة الندوب.

4. العلاج الموضعي

  • استخدام الأدوية الموضعية:

    • قد يوصي الطبيب باستخدام مراهم أو كريمات تحتوي على مضادات حيوية أو مركبات مضادة للبكتيريا للحد من الالتهاب.

5. التدابير المنزلية وتغييرات نمط الحياة

  • الاهتمام بالنظافة الشخصية:

    • من المهم الحفاظ على نظافة المناطق المصابة وتجنب ارتداء الملابس الضيقة أو المواد التي يمكن أن تسبب احتكاكًا مستمرًا في المناطق المتأثرة.

  • التقليل من التعرق:

    • ارتداء ملابس مريحة وغير ضيقة تساعد على تقليل التعرق، مما يقلل من الضغط على الغدد العرقية.

  • التوقف عن التدخين:

    • إذا كنت مدخنًا، فإن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يساعد في تحسين الحالة وتخفيف الأعراض.

6. التعديلات الغذائية

  • الحد من الأطعمة المسببة للتهابات:

    • قد تكون بعض الأطعمة مثل الأطعمة الدهنية أو الحارة قد تؤدي إلى تفاقم الالتهاب، لذا يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن يقلل من حدوث التهابات.

7. التقييم والمتابعة الدورية

  • المتابعة مع الطبيب:

    • نظرًا لأن التهاب الغدد العرقية هو حالة مزمنة، من المهم متابعة الطبيب بشكل دوري للتأكد من فعالية العلاج وتعديل خطة العلاج عند الحاجة.

العلاج النفسي والدعم الاجتماعي

  • بما أن التهاب الغدد العرقية يمكن أن يؤثر على الجوانب النفسية للمريض بسبب الألم والندوب، قد يكون العلاج النفسي أو الدعم الاجتماعي مفيدًا. يمكن أن يساعد المريض في التعامل مع التوتر والقلق الناتج عن الحالة.

علاج التهاب الغدد العرقية يتطلب نهجًا متعدد الأبعاد يشمل الأدوية، العلاج الجراحي، العلاج بالليزر، والعناية الشخصية. من الضروري التشخيص المبكر والعلاج المستمر لمنع تفاقم الأعراض وتحسين نوعية الحياة.

الوقاية من التهاب الغدة

لا يوجد علاج دائم لهذا المرض، ولكن يمكن اتخاذ بعض الخطوات لتقليل الأعراض، مثل:

  • الحفاظ على نظافة الجلد في المناطق المتأثرة.

  • تجنب التدخين.

  • ارتداء ملابس مريحة وغير ضيقة.

  • تجنب التعرق الزائد من خلال المحافظة على برودة الجسم.

التهاب الغدد العرقية هو مرض مزمن يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة. من المهم تشخيص المرض مبكرًا واتباع العلاجات المناسبة للحد من الأعراض وتحسين الحالة الصحية. كما يجب على المصابين استشارة الأطباء المتخصصين للوقاية من تطور المرض والحد من آثاره.

اقرأ أيضا: 5 من فوائد اليانسون الأخيرة ستدهشك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى