علاج الحزام الناري بالأدوية والأعشاب

علاج الحزام الناري بالأدوية والأعشاب الحزام الناري، المعروف طبيًا باسم الهربس النطاقي (Shingles)، هو عدوى فيروسية تسببها إعادة تنشيط فيروس الجدري المائي (Varicella-Zoster Virus). يتميز بظهور طفح جلدي مؤلم على هيئة بثور، وغالبًا ما يظهر في جانب واحد من الجسم. يمكن أن يكون الحزام الناري مزعجًا للغاية، لكن هناك عدة طرق لعلاجه باستخدام الأدوية التقليدية والعلاجات الطبيعية بالأعشاب. في هذا المقال، سنتناول أهم العلاجات المتاحة للحزام الناري.
علاج الحزام الناري بالأدوية
يُفضل البدء بالعلاج الدوائي فور ظهور الأعراض لتقليل شدتها ومنع المضاعفات. تشمل العلاجات الدوائية ما يلي:
1. الأدوية المضادة للفيروسات
تساعد هذه الأدوية في تقليل مدة العدوى وتسريع الشفاء، ويُفضل تناولها خلال أول 72 ساعة من ظهور الطفح الجلدي. تشمل:
- أسيكلوفير (Acyclovir)
- فالاسيكلوفير (Valacyclovir)
- فامسيكلوفير (Famciclovir)
كيفية الاستخدام: تُؤخذ هذه الأدوية عن طريق الفم لمدة 7 إلى 10 أيام، وفقًا لتوصيات الطبيب.
2. مسكنات الألم
للتخفيف من الألم المصاحب للحزام الناري، يمكن استخدام:
- مسكنات خفيفة: مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.
- مسكنات أقوى: مثل الأدوية الأفيونية (في الحالات الشديدة).
- كريمات موضعية: مثل كريم الليدوكائين لتخفيف الألم في المنطقة المصابة.
3. أدوية لعلاج الألم العصبي (ما بعد الحزام الناري)
قد يعاني بعض الأشخاص من ألم مزمن بعد شفاء الطفح الجلدي، يُعرف بـ الألم العصبي التالي للهربس. من العلاجات المستخدمة:
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مثل أميتريبتيلين (Amitriptyline).
- أدوية مضادة للصرع، مثل جابابنتين (Gabapentin) أو بريجابالين (Pregabalin).
علاج الحزام الناري بالأعشاب
إلى جانب العلاج الدوائي، يمكن استخدام بعض الأعشاب والمكونات الطبيعية لتخفيف الأعراض وتعزيز الشفاء.
1. العسل الطبيعي
- يُعرف العسل بخصائصه المضادة للبكتيريا والفيروسات.
- يمكن تطبيقه موضعيًا على الطفح الجلدي لتخفيف الالتهاب والتئام الجلد.
2. الصبار (الألوفيرا)
- يساعد جل الصبار في تهدئة التهيج وتقليل الألم.
- يُستخدم بوضعه على المناطق المصابة مرتين يوميًا.
3. الثوم
- يحتوي على الأليسين، وهو مركب مضاد للفيروسات يمكن أن يساعد في تثبيط نشاط فيروس الحزام الناري.
- يمكن تناول فصوص الثوم الطازجة أو إضافتها إلى الطعام.
4. زيت شجرة الشاي
- يمتلك خصائص مضادة للفيروسات والالتهابات.
- يُخفف بزيت جوز الهند ثم يُطبق على الطفح الجلدي.
5. الشاي الأخضر
- غني بمضادات الأكسدة التي تعزز المناعة وتساعد في مكافحة العدوى الفيروسية.
- يُشرب كوب أو كوبان يوميًا لتعزيز الصحة العامة.
6. عشبة المليسة (بلسم الليمون)
- تحتوي على مركبات مضادة للفيروسات تساعد في تهدئة الجلد وتقليل الحكة.
- يُمكن استخدام شاي المليسة أو تطبيق مستخلصها على الطفح الجلدي.
7. خل التفاح
- يُخفف بالماء ويوضع ككمادات على الجلد لتخفيف الألم والحكة.
مراهم لعلاج الحزام الناري
علاج الحزام الناري يتطلب استخدام مضادات الفيروسات والمسكنات الموضعية لتخفيف الألم وتقليل مدة الإصابة. فيما يلي أفضل المراهم المستخدمة لعلاج الحزام الناري:
1. المراهم المضادة للفيروسات
تساعد هذه المراهم في منع انتشار الفيروس وتقليل مدة الإصابة:
- مرهم أسيكلوفير (Acyclovir 5%)
- يستخدم لعلاج الطفح الجلدي وتقليل نشاط الفيروس.
- يُطبق على المنطقة المصابة 5 مرات يوميًا لمدة 7-10 أيام.
- مرهم بانسيكلوفير (Penciclovir 1%)
- فعال في تقليل مدة الطفح الجلدي والألم المصاحب.
- يُستخدم كل 2-3 ساعات خلال اليوم.
2. المراهم المسكنة للألم والمهدئة
تستخدم لتخفيف الألم والحكة الناتجة عن الطفح الجلدي:
- مرهم الليدوكائين (Lidocaine 5%)
- مخدر موضعي يخفف الألم بسرعة.
- يُستخدم 3-4 مرات يوميًا حسب الحاجة.
- كريم الكابسيسين (Capsaicin 0.025%-0.1%)
- مشتق من الفلفل الحار، يساعد في تخفيف الألم العصبي بعد الشفاء.
- يُستخدم 3-4 مرات يوميًا لكن يجب تجنب ملامسته للعينين.
3. المراهم المضادة للحكة والالتهابات
تساعد في تقليل الالتهاب وتهدئة الجلد:
- مرهم هيدروكورتيزون (Hydrocortisone 1%)
- يقلل من الحكة والاحمرار.
- يُستخدم مرة إلى مرتين يوميًا.
- جل الصبار (Aloe Vera Gel)
- مهدئ طبيعي للبشرة ويساعد في التئام الطفح الجلدي.
- يُستخدم عدة مرات يوميًا حسب الحاجة.
4. المراهم الطبيعية والمكملات العشبية
- مرهم العسل الطبيعي: له خصائص مضادة للفيروسات ومهدئة للبشرة.
- مرهم زيت شجرة الشاي: مضاد للفيروسات ويساعد في تسريع التئام الجلد.
- مرهم زيت جوز الهند: يساعد في ترطيب البشرة وتقليل التهيج.
نصائح عند استخدام المراهم
✔ اغسل يديك قبل وبعد تطبيق المرهم.
✔ تجنب تغطية المنطقة المصابة بضمادات ضيقة.
✔ استخدم المراهم المضادة للفيروسات في المراحل المبكرة من المرض للحصول على أفضل نتائج.
✔ استشر الطبيب قبل استخدام أي مرهم، خاصة إذا كنت تعاني من أمراض جلدية أخرى.
إذا كنت تعاني من ألم شديد أو استمرار الأعراض لفترة طويلة، فمن الأفضل استشارة الطبيب للحصول على علاج مناسب.
نصائح إضافية لتسريع الشفاء
- الراحة التامة لتعزيز الجهاز المناعي.
- شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم.
- تجنب حك الطفح الجلدي لمنع العدوى الثانوية.
- ارتداء ملابس قطنية فضفاضة لتجنب تهيج الجلد.
- الاستحمام بماء بارد أو كمادات باردة لتهدئة الألم.
أسباب الحزام الناري
يحدث الحزام الناري بسبب إعادة تنشيط فيروس الجدري المائي الذي يبقى كامنًا في الأعصاب بعد الإصابة الأولى به في مرحلة الطفولة. وعندما يضعف الجهاز المناعي، يمكن أن ينشط الفيروس مجددًا ويسبب ظهور الحزام الناري.
العوامل التي قد تؤدي إلى تنشيط الفيروس:
- ضعف الجهاز المناعي نتيجة:
- التقدم في العمر (أكثر شيوعًا لدى الأشخاص فوق 50 عامًا).
- الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري أو السرطان.
- تناول أدوية مثبطة للمناعة مثل الكورتيزون أو العلاج الكيميائي.
- التعرض لضغط نفسي شديد.
- الإرهاق الجسدي وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- الإصابة بعدوى أخرى تضعف المناعة.
أعراض الحزام الناري
تظهر أعراض الحزام الناري عادة على مراحل، وتشمل:
1. الأعراض المبكرة (قبل ظهور الطفح الجلدي):
- ألم حارق أو وخز في المنطقة المصابة.
- حكة أو تنميل في الجلد.
- صداع وتعب عام.
- ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
2. الأعراض الرئيسية (بعد 2-3 أيام من البداية):
- ظهور طفح جلدي على شكل بقع حمراء تتحول إلى بثور مملوءة بالسائل.
- انتشار الطفح في جانب واحد من الجسم، عادة على الصدر، البطن، الوجه، أو الرقبة.
- ألم شديد في المنطقة المصابة، وقد يستمر لأسابيع.
- حساسية في الجلد عند لمسه.
3. الأعراض المتأخرة (قد تستمر بعد شفاء الطفح الجلدي):
- الألم العصبي التالي للهربس، وهو ألم مزمن قد يستمر لأسابيع أو أشهر بعد زوال الطفح.
- حكة أو تنميل مستمر في المنطقة المصابة.
مضاعفات الحزام الناري
قد يؤدي الحزام الناري إلى بعض المضاعفات، خاصة إذا لم يتم علاجه بشكل مناسب، ومنها:
-
الألم العصبي التالي للهربس (Postherpetic Neuralgia – PHN)
- يستمر الألم في الأعصاب حتى بعد شفاء الطفح الجلدي.
- أكثر شيوعًا لدى كبار السن.
-
التهاب العين والعمى (إذا أصاب الوجه)
- إذا انتشر الطفح إلى العين، فقد يسبب التهابًا شديدًا يؤثر على الرؤية.
-
التهابات الجلد البكتيرية
- يمكن أن تصاب البثور بعدوى بكتيرية، مما يستدعي استخدام المضادات الحيوية.
-
ضعف في العضلات أو شلل مؤقت
- إذا تأثرت الأعصاب الحركية، فقد يحدث ضعف أو شلل في المنطقة المصابة.
الوقاية من الحزام الناري
1. الحصول على لقاح الحزام الناري
- اللقاح متوفر لكبار السن (50 عامًا فأكثر) ويقلل من خطر الإصابة بنسبة تصل إلى 90٪.
- لقاح “Shingrix” هو الأحدث والأكثر فاعلية.
2. تقوية جهاز المناعة
- تناول غذاء صحي غني بالخضروات والفواكه.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تجنب التوتر والإجهاد.
3. تجنب الاتصال مع الأشخاص المعرضين للخطر
- يمكن للحزام الناري أن ينقل فيروس الجدري المائي للأشخاص غير المحصنين.
- تجنب ملامسة الأطفال، النساء الحوامل، وكبار السن غير المحصنين.
الحزام الناري مرض فيروسي شائع يمكن أن يكون مؤلمًا ومزعجًا، لكنه قابل للعلاج والوقاية. يُفضل التشخيص والعلاج المبكر بالأدوية المضادة للفيروسات لتقليل الأعراض ومنع المضاعفات. كما أن اللقاح يُعد وسيلة فعالة لحماية كبار السن من الإصابة بهذا المرض. إذا كنت تعاني من أعراض الحزام الناري، فمن الأفضل استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.
يمكن علاج الحزام الناري بشكل فعال باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات والمسكنات، بينما يمكن للعلاجات الطبيعية مثل العسل، الثوم، وزيت شجرة الشاي أن تساعد في تخفيف الأعراض وتعزيز التعافي. من الأفضل استشارة الطبيب فور ظهور الأعراض للحصول على العلاج المناسب ومنع المضاعفات.
اقرأ أيضا: ما هو هرمون البروجسترون