9 مضاعفات شائعة لالتهاب المفاصل الروماتويدي

9 مضاعفات شائعة لالتهاب المفاصل الروماتويدي يُعد التهاب المفاصل الروماتويدي (RA) مرضًا مناعيًا ذاتيًا مزمنًا يهاجم فيه الجهاز المناعي أنسجة الجسم، وخاصة المفاصل. ورغم أن آثاره الأولية تتركز في المفاصل، إلا أنه يمكن أن يمتد ليؤثر على أعضاء وأجهزة أخرى في الجسم، مما يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يُعالج أو يُدار بشكل صحيح.

9 مضاعفات شائعة لالتهاب المفاصل الروماتويدي

1. هشاشة العظام

تُعد هشاشة العظام من المضاعفات الشائعة لدى المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وهي حالة تُصبح فيها العظام ضعيفة وهشة، ما يجعلها أكثر عرضة للكسور.

يحدث ذلك لعدة أسباب:

1. الالتهاب المزمن الناتج عن RA يسرّع من فقدان كثافة العظام.

2. استخدام أدوية الكورتيزون (الستيرويدات) لفترات طويلة، وهي شائعة في علاج RA، يمكن أن يُضعف العظام.

3. قلة الحركة أو النشاط البدني نتيجة ألم المفاصل يُقلل من تحفيز العظام على البقاء قوية.

الأثر:

• يصبح المريض أكثر عرضة لكسور الفخذ أو العمود الفقري أو الرسغ.

• قد يشعر بألم في العظام أو يتعرض للكسور حتى عند السقوط الخفيف.

الوقاية والعلاج:

• تناول الكالسيوم وفيتامين D بانتظام.

• ممارسة تمارين تقوية العظام مثل المشي والسباحة.

• استخدام أدوية مضادة لهشاشة العظام عند الحاجة.

• تقليل مدة استخدام الكورتيزون قدر الإمكان، وتحت إشراف الطبيب.

2. أمراض القلب والأوعية الدموية

يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي (RA) على أكثر من المفاصل فقط، فهو يزيد أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

لماذا يحدث ذلك؟

• الالتهاب المزمن في RA لا يقتصر على المفاصل، بل يؤثر أيضًا على الأوعية الدموية، مما يسرّع عملية تصلب الشرايين (تراكم الدهون في جدران الشرايين).

• كما أن بعض أدوية RA قد تؤثر بشكل غير مباشر على مستويات الكوليسترول وضغط الدم.

• مرضى RA يكون لديهم معدلات أعلى من ارتفاع ضغط الدم، وضعف عضلة القلب، وزيادة خطر الجلطات والنوبات القلبية.

العلامات المحتملة:

• ألم في الصدر

• ضيق في التنفس

• تعب غير مبرر

• تورم في الأطراف (في حال ضعف القلب)

الوقاية والتقليل من الخطر:

• التحكم الجيد في التهاب المفاصل يقلل من الضرر على القلب.

• تبني نمط حياة صحي (الغذاء المتوازن، الإقلاع عن التدخين، ممارسة الرياضة).

• مراقبة ضغط الدم والكوليسترول بانتظام.

• استشارة الطبيب عند وجود عوامل خطر إضافية مثل السمنة أو السكري.

3. مشاكل الرئة

لا يقتصر تأثير التهاب المفاصل الروماتويدي (RA) على المفاصل فقط، بل يمكن أن يمتد أيضًا إلى الرئتين، مما يؤدي إلى عدد من المشاكل التنفسية.

ما الذي يحدث؟

• الالتهاب المزمن في RA قد يؤثر على أنسجة الرئة مباشرة أو على الأغشية المحيطة بها.

• كما أن بعض أدوية RA قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بمشاكل رئوية.

أشهر مشاكل الرئة المرتبطة بـ RA:

1. التليف الرئوي:

   • يحدث فيه تندب في أنسجة الرئة، مما يسبب ضيقًا في التنفس وسعالًا مزمنًا.

2. الالتهاب الجنبي (Pleuritis):

   • التهاب الغشاء الذي يحيط بالرئتين، وقد يسبب ألمًا في الصدر عند التنفس.

3. العقيدات الروماتويدية في الرئة:

   • وهي كتل صغيرة قد تتكوّن في أنسجة الرئة، وعادةً لا تسبب أعراضًا، لكنها قد تؤدي لمضاعفات نادرة.

الأعراض المحتملة:

• ضيق في التنفس

• سعال جاف

• ألم في الصدر

• تعب عام

الوقاية والرعاية:

• مراقبة وظائف الرئة بانتظام خاصة عند استخدام أدوية قد تؤثر عليها.

• مراجعة الطبيب فورًا عند ظهور أي أعراض تنفسية.

• الإقلاع عن التدخين (إن وُجد) لأنه يزيد من خطر تدهور الحالة.

• اتباع خطة علاجية متوازنة للسيطرة على التهاب المفاصل.

4. التهاب العين

يمكن أن يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي على العينين، خاصة بسبب الالتهاب المزمن في الجسم.

أبرز مشاكل العين المرتبطة بـ RA:

1. جفاف العين (متلازمة شوغرن):

   • من أكثر المضاعفات شيوعًا، حيث يقل إنتاج الدموع، مما يسبب حرقة، حكة، واحمرار.

2. التهاب الصلبة (Scleritis):

   • يصيب الطبقة البيضاء من العين، وقد يسبب ألمًا شديدًا واحمرارًا وضعفًا في الرؤية.

3. التهاب القرنية (Keratitis):

   • التهاب في سطح العين يمكن أن يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية والشعور كأن هناك “رمل في العين”.

الأعراض التي يجب الانتباه لها:

• احمرار العين

• الشعور بالجفاف أو الحرقة

• تشوش الرؤية

• ألم في العين

الوقاية والعلاج:

• استخدام الدموع الاصطناعية بانتظام في حال الجفاف.

• مراجعة طبيب العيون فور ظهور الأعراض.

• علاج الالتهاب مبكرًا بالأدوية المناسبة لمنع الضرر الدائم للعين.

5. العُقَد الروماتويدية

العُقَد الروماتويدية هي واحدة من أكثر المضاعفات المميزة لالتهاب المفاصل الروماتويدي (RA)، وتُعد علامة على نشاط المرض في بعض الحالات.

ما هي العُقَد الروماتويدية؟

• هي كتل صلبة وغير مؤلمة تتكوَّن تحت الجلد، وعادة ما تظهر بالقرب من المفاصل المتأثرة، خاصة:

  • المرفقين

  • اليدين

  • القدمين

• يتراوح حجمها من صغيرة كحبة البازلاء إلى أكبر من ذلك، وقد تكون مفردة أو متعددة.

أسباب ظهورها:

• ترتبط بارتفاع نشاط المرض ووجود العامل الروماتويدي (RF) في الدم.

• قد تتفاقم عند استخدام بعض الأدوية مثل الميثوتركسات، لكنها أحيانًا تتحسن مع العلاج البيولوجي.

المضاعفات الممكنة:

• في بعض الأحيان، يمكن أن تلتهب العقد أو تتقرّح، خاصة إذا كانت في مناطق تتعرض للضغط أو الاحتكاك.

• نادرًا، قد تظهر في الرئتين أو القلب مما يؤدي إلى مضاعفات داخلية.

العلاج والرعاية:

• غالبًا لا تحتاج العقد إلى علاج إذا لم تكن تسبب ألمًا أو تؤثر على الحركة.

• إذا سببت مشاكل، يمكن:

  • إزالتها جراحيًا

  • أو تعديل الخطة العلاجية لتقليل حجمها

6. فقر الدم

فقر الدم هو أحد المضاعفات الشائعة لمرضى التهاب المفاصل الروماتويدي، ويحدث عندما يقل عدد خلايا الدم الحمراء أو نسبة الهيموغلوبين، مما يؤدي إلى نقص في نقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم.

لماذا يحدث فقر الدم في RA؟

• الالتهاب المزمن يؤثر على إنتاج خلايا الدم الحمراء في نخاع العظم.

• بعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) قد تسبب نزيفًا داخليًا خفيًا في المعدة أو الأمعاء.

• نقص التغذية (مثل الحديد أو فيتامين B12) قد يزيد المشكلة.

الأعراض:

• تعب شديد

• شحوب الوجه

• ضيق في التنفس

• دوخة أو صداع

الوقاية والعلاج:

• إجراء تحاليل دم دورية لمتابعة نسبة الهيموغلوبين.

• تناول مكملات الحديد أو الفيتامينات عند الحاجة.

• معالجة السبب الأساسي (مثل النزيف أو سوء التغذية).

7. مشاكل الكُلى

مع أن التهاب المفاصل الروماتويدي (RA) يؤثر أساسًا على المفاصل، إلا أن الالتهاب المزمن الناتج عنه يمكن أن يصيب الكليتين ويسبب مشاكل في وظائفها على المدى الطويل.

كيف تتأثر الكُلى في RA؟

1. الالتهاب المزمن يساهم في تغيّرات تؤثر على أنسجة الكلى.

2. استخدام بعض الأدوية لفترة طويلة – مثل:

   • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)

   • الميثوتركسات
     قد يؤثر سلبًا على الكلى.

3. بعض المصابين قد يُصابون بـ التهاب الكُبَيبات الكلوية، وهي حالة التهابية تصيب الوحدات الفلترية في الكلى.

الأعراض المحتملة:

• تورم في القدمين أو الوجه

• ارتفاع ضغط الدم

• تعب عام

• قلة التبول أو تغير لون البول

الوقاية والرعاية:

• إجراء فحوصات وظائف الكلى بانتظام (تحليل البول والكرياتينين).

• تجنب استخدام المسكنات لفترات طويلة دون إشراف طبي.

• شرب كميات كافية من الماء.

• تعديل جرعات أو نوع الأدوية إذا ظهرت علامات تضرر في الكلى.

8. مشاكل في الجهاز العصبي

قد يسبب التهاب المفاصل الروماتويدي (RA) مجموعة من الاضطرابات العصبية نتيجة الالتهاب المزمن، أو بسبب تأثير المرض على المفاصل القريبة من الأعصاب، أو نتيجة لتأثير الأدوية على الجهاز العصبي.

أبرز مشاكل الجهاز العصبي المرتبطة بـ RA:

1. متلازمة النفق الرسغي (Carpal Tunnel Syndrome)

   • تحدث نتيجة الضغط على العصب الأوسط في الرسغ بسبب التورم في مفصل المعصم.

   • الأعراض تشمل:

     • تنميل ووخز في اليدين

     • ضعف في القبضة

     • ألم يمتد إلى الساعد

2. الاعتلال العصبي المحيطي

   • التهاب أو تلف في الأعصاب الطرفية، وقد يسبب:

     • خدر وتنميل في القدمين أو اليدين

     • ألم حارق أو حاد

     • ضعف في العضلات

3. ضغط على الحبل الشوكي (خاصة في الرقبة)

   • في حالات التهاب المفاصل المتقدمة في العمود الفقري العنقي (الرقبة)، قد تتحرك الفقرات وتضغط على الحبل الشوكي.

   • يمكن أن يؤدي ذلك إلى:

     • صعوبة في التوازن

     • تنميل في الأطراف

     • وفي حالات نادرة، شلل جزئي أو كلي إن لم يُعالج بسرعة.

الأسباب:

• التورم المفصلي يضغط على الأعصاب القريبة.

• نقص التروية العصبية بسبب التهاب الأوعية الدموية الدقيقة.

• تأثيرات جانبية لبعض الأدوية على الجهاز العصبي.

الوقاية والعلاج:

• السيطرة على الالتهاب يقلل من خطر التأثير العصبي.

• العلاج الطبيعي لتحسين وظيفة الأعصاب.

• استخدام الجبائر في حالات النفق الرسغي.

• الجراحة في الحالات المتقدمة لتخفيف الضغط العصبي.

• المتابعة الدورية مع أخصائي أعصاب عند ظهور أي أعراض عصبية.

9. اضطرابات نفسية

إلى جانب الأعراض الجسدية، قد يعاني المصابون بـ RA من تأثيرات نفسية تؤثر على جودة حياتهم.

أبرز الاضطرابات النفسية المرتبطة بـ RA:

1. الاكتئاب:

   • نتيجة الألم المزمن، قلة النوم، والقيود الحركية.

2. القلق:

   • من تطور المرض أو فقدان القدرة على العمل أو ممارسة الحياة اليومية.

3. العزلة الاجتماعية:

   • بسبب ضعف الحركة أو الخوف من عدم القدرة على مواكبة الآخرين.

كيف يمكن المساعدة؟

• الدعم العائلي والمجتمعي مهم جدًا.

• التحدث مع أخصائي نفسي عند الحاجة.

• ممارسة أنشطة تحسن المزاج مثل المشي، التأمل، والهوايات.

• بعض الحالات قد تحتاج إلى أدوية مضادة للاكتئاب أو القلق بإشراف الطبيب.

ما هو التهاب المفاصل الروماتويدي؟

التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis – RA) هو مرض مناعي ذاتي مزمن، يصيب بشكل رئيسي المفاصل، ويسبب ألمًا وتورمًا وتيبسًا قد يؤدي في النهاية إلى تلف المفصل إذا لم يُعالج بشكل مناسب. يختلف هذا المرض عن أنواع أخرى من التهاب المفاصل مثل “الفصال العظمي”، لأنه لا يرتبط بالتقدم في العمر فقط، بل بسبب خلل في الجهاز المناعي.

أسباب المرض

السبب الدقيق لحدوث التهاب المفاصل الروماتويدي غير معروف، لكنه يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي بطانة المفاصل (الغشاء الزليلي) عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى الالتهاب. تشمل العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة:

• الوراثة (تاريخ عائلي للمرض)

• العوامل البيئية مثل التدخين أو العدوى

• الهرمونات (المرض أكثر شيوعًا لدى النساء)

الأعراض الشائعة

تتفاوت الأعراض من شخص لآخر، لكنها عادة ما تشمل:

• ألم وتورم في المفاصل (غالبًا مفاصل اليدين والمعصمين والقدمين)

• تيبس صباحي طويل الأمد (أكثر من 30 دقيقة)

• إعياء عام

• فقدان الوزن بدون سبب واضح

• حمى خفيفة أحيانًا

ومع مرور الوقت، قد يؤدي الالتهاب المزمن إلى تشوه المفاصل وفقدان وظيفتها.

كيف يُشخّص المرض؟

يعتمد الطبيب على:

• الفحص السريري

• اختبارات الدم (مثل تحليل العامل الروماتويدي RF وAnti-CCP)

• الأشعة أو الرنين المغناطيسي لرؤية مدى تلف المفاصل

التشخيص المبكر مهم جدًا لتجنب المضاعفات.

العلاج

لا يوجد علاج شافٍ تمامًا لالتهاب المفاصل الروماتويدي، لكن يمكن السيطرة على الأعراض وإبطاء تقدم المرض من خلال:

1. الأدوية:

   • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)

   • أدوية معدلة للمناعة (DMARDs مثل الميثوتركسات)

   • أدوية بيولوجية

2. العلاج الطبيعي:
   لتحسين حركة المفاصل وتقوية العضلات المحيطة بها.

3. التغذية الصحية:
   تقليل الأطعمة التي تزيد الالتهاب (مثل الدهون المشبعة والسكريات).

4. الجراحة:
   في الحالات المتقدمة لتبديل المفصل أو إصلاحه.

نمط الحياة ودور المريض

يمكن للمريض أن يلعب دورًا كبيرًا في التحكم بالمرض عن طريق:

• ممارسة الرياضة بانتظام (مثل السباحة أو المشي)

• الراحة عند الحاجة لتقليل التعب

• الإقلاع عن التدخين

• إدارة التوتر والضغوط النفسية

التهاب المفاصل الروماتويدي هو تحدٍ مزمن، لكنه ليس نهاية الحياة الطبيعية. التشخيص المبكر، المتابعة الطبية المنتظمة، والتزام المريض بالعلاج والتعليم حول حالته، كلها أمور قادرة على تحسين جودة الحياة بشكل كبير.

يُعتبر التهاب المفاصل الروماتويدي أكثر من مجرد مرض يصيب المفاصل، فهو مرض جهازي يمكن أن يؤثر على العديد من وظائف الجسم. الكشف المبكر والعلاج المنتظم وتغيير نمط الحياة (مثل ممارسة الرياضة، والتغذية السليمة، والإقلاع عن التدخين) قد يقللان بشكل كبير من خطر المضاعفات ويحسّنان جودة الحياة للمصابين.

اقرأ أيضا: ما هو دواء قشور السيليوم، بذور القاطونة